السبت، 22 ديسمبر 2012

اين اصل هذه الاحاديث


السلام عليكم
إليكم بعض إستفسارات المتصوفة عن بعض الأحاديث التي ذكرها شيخ الإسلام في كتبه :

1-  يقول ابن تيمية "كما جاء فى الحديث أشهد أن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك باطل إلا وجهك الكريم "
مجموع فتاوى ابن تيمية (ج2 ص423)
اين اصل هذا الحديث؟؟؟

2-  فى حديث مأثور ما وسعنى أرضى ولا سمائى ووسعنى قلب عبدى المؤمن النقى التقى الوداع اللين"مجموع فتاوى ابن تيمية (ج2 ص 384)
هل هذا الحديث له اصل؟؟؟

كما جاء فى الحديث أشهد أن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك باطل إلا وجهك الكريم " مجموع فتاوى ابن تيمية (ج2 ص423)
هل هذا الحديث له اصل؟؟؟

3-  قال ابن تيمية رحمه الله كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 3، صفحة 42
وقد ثبت فى الصحاح عن النبى أنه قال ( يقبض الله الأرض ويطوى السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الارض ) وفى حديث آخر (وإنه ليدحوها كما يدحو الصبيان بالكرة)
فاين هذا الحديث في الصحاح (وإنه ليدحوها كما يدحو الصبيان بالكرة)
واي وجد لفظ يدحو الصبيان بالكرة في اي الصحاح ؟

4- ( ويوصف صاحب الصفة بالعموم أيضا كما فى الحديث الذى فى سنن أبى داود أن النبى مر بعلى وهو يدعو فقال يا على عم فإن فضل العموم على الخصوص كفضل السماء على الارض " مجموع فتاوى ابن تيمية (ج2 ص 162)
اين رواه أبي داود ؟؟

5- ( كما في صحيح البخاري عن أبى هريرة عن النبى أنه قال يقول الله تعالى من عادى لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة وما تقرب الى عبدى بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدى يتقرب الى بالنوافل حتى أحبه فاذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها فبى يسمع وبى يبصر وبى يبطش وبى يسعى ولئن سألنى لأعطينه ولئن استعاذنى لأعيذنه وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن قبض نفس عبدى المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولابد له منه فهذا أصح حديث روى فى الأولياء " مجموع فتاوى ابن تيمية (ج2 ص 371)
اين هذه الزيادة" فبى يسمع وبى يبصر وبى يبطش وبى يسعى" في صحيح البخاري؟؟؟؟

الـــــــــــــــجــــــــــــواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , لفظ الحديث قد يقال على الأثر , ويقال الأثر على الحديث عند بعض أهل العلم , وهو ما يقصده الشيخ هنا ولذلك قال في الرد على الاخنائي ص: 216 عن هذا الأثر : (كما جاء في الأثر ) وذكره , وقال في مجموع الفتاوى (5/516) : (كالدعاء المأثور ) وذكره , وهذا الأثر رواه ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة : ص66 , وفي مجابوا الدعوة , وذكره ابن قدامة في التوابين : ص55 .
وأما الأثر الثاني : (ما وسعني أرضي ولا سمائي .. ) فهو في قوت القلوب لأبي طالب المكي (1/207) قال : (وفي الخبر المأثور عن اللَّه تعالى ..وذكره ) , وذكره الغزالي في إحياء علوم الدين , وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار : لا أصل له , وسئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية فقال : (هذا مذكور في الإسرائيليات ليس له إسناد معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم , ومعنى : ( وسعني قلبه ) الإيمان بي ومحبتي ومعرفتي , و[أما] من قال : إن ذات الله تحل في قلوب الناس فهذا من النصارى خصوا ذلك بالمسيح وحده) مجموع الفتاوى(18/376) .
وأما الأثر الثالث : فالسؤال عن زيادة (وإنه ليدحوها كما يدحو الصبيان بالكرة ) , وشيخ الإسلام لم يقل إن هذا في الصحاح بل قال : (وفي حديث آخر: وإنه ليدحوها كما يدحو الصبيان بالكرة) يعني أن هذا ليس في الصحاح بل في حديث آخر , وقال في درء التعارض(4/58) : ( وفى بعض الآثار : ويدحوها كما يدحو أحدكم الكرة ) يدل أنه أثر والشيخ كما سبق يعبر عن الأثر بالحديث وهو طريقة لبعض المحدثين , وهذا الأثر ذكره الشيخ شاهداً للحديث الصحيح , ولم أقف عليه , وليس فيه نكارة من حيث المعنى ففي القرآن أنه تعالى دحاها في الدنيا , كما قال تعالى : (وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) , فكونه يدحوها يوم القيامة ليس بممتنع لكن إثبات اللفظ يحتاج إلى حديث صحيح , والثابت أنه تعالى يقبضها كما في القرآن وفي الحديث الصحيح , فيُقتصر عليه إلى أن يثبت شيء , وصح في الحديث المتفق عليه أنه تعالى يتكفؤ الأرض , فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( تَكُونُ الْأَرْضُ يوم الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بيده كما يَكْفَأُ أحدكم خُبْزَتَهُ في السَّفَرِ نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ ) . قال النووي : ( ويكفأها بالهمزة , وروي في غير مسلم (يتكفأها) بالهمز أيضاً , وخبزة المسافر هي التي يجعلها في الملة , ويتكفأها بيديه: أي يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي ؛ لأنها ليست منبسطة كالرقاقة ونحوها) , وقال البغوي : (فإنها لا تدحى كالرقاقة ، وإنما تقلب على الأيدي حتى تستوي) شرح السنة (15/114) .
وأما الحديث الرابع : والذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : ( يا علي عُمّ فإن فضل العموم على الخصوص كفضل السماء على الأرض) فهو في المراسيل لأبي داود (ص115) , وليس في السنن فالظاهر أن الشيخ وهم فيه رحمه الله , إلا أن يكون هناك خطأ من النساخ فممكن , وقد بينت أن الوهم اليسير يقع فيه كبار الحفاظ ولم يكن ذلك قادحاً فيهم مع سعة محفوظاتهم رحمهم الله , والله أعلم .
وأما الحديث الخامس : وزيادة : ( فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يسعى) فليست في الصحيح , ويعلم أدنى طالب علم بالحديث أن هذه الزيادة ليست في الصحيح , لكن الشيخ يقصد أصل الحديث في الصحيح , لذلك ذكره في موطن آخر بلفظه , وهذه الطريقة يتبعها بعض الحفاظ كالبغوي والبيهقي , إذا قال أحدهم عن حديث إنه في البخاري أو في مسلم فقد يريدان أصل الحديث . يقول النووي في التقريب ص1: ( وكذا ما رواه البيهقي ، والبغوي ، وشبههما قائلين : رواه البخاري أو مسلم ووقع في بعضه تفاوت في المعنى ، فمرادهم أنهما رويا أصله , فلا يجوز أن تنقل منهما حديثاً وتقول هو هكذا فيهما إلا أن تقابله بهما , أو يقول المصنف أخرجاه بلفظه ) وانظر: تدريب الراوي (1/112). والله أعلم
المصدر