الأحد، 30 نوفمبر 2014

ابن تيمية وحديث السفينة

وأما قوله مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح
فهذا لا يعرف له إسناد لا صحيح ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها فإن كان قد رواه مثل من يروي أمثاله من حطاب الليل الذين يروون الموضوعات فهذا ما يزيده وهنا .

الجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواب

نقسم كلام ابن تيمية الى ثلاث اقسام لان لا نعلم ماذا يريد الرافضي  من مجمل هذه الشبهة :
1/ لا يعرف له اسناد صحيح
2/ ولا هو في كتب الحديث المعتمدة
3/ حطاب الليل
التفصيل :
1/ لا يعرف له اسناد صحيح
"وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فبها نجا ومن تخلف عنها غرق ومن قاتلنا في آخر الزمان كمن قاتل مع الدجال.
رواه البزار والطبراني في الثلاثة وفي إسناد البزار الحسن بن أبي جعفر الجفري وفي إسناد الطبراني عبد الله بن داهر وهما متروكان.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق. رواه البزار والطبراني وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك.
وعن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تركها غرق.
 رواه البزار وفيه ابن لهيعة وهو لين.
 وعن أبي سعيد الخدري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني اسرائيل من دخله غفر له.
 رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم".
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد.

وقد ذكره الألباني في السلسلة الضعيفة.

وقال الذهبي في ميزان الإعتدال :وحديث سفينة نوح أنكر وأنكر.

2/ لا هو في كتب الحديث المعتمدة
لنعرف مقصود ابن تيمية بكتب الحديث المعتمدة وايضا الكتب المعروفة
شيخ الإسلام لا يقول هذه العبارة ( الكتب المعتمدة ) والتي دائماً ما تتكرر كثيراً في كلامه ، للتملص  بل حدد في غير مرة في كتبه بمراده من الكتب المعتمدة : وإليكم هذه النقول من الفتاوى .. والتي حدد فيها رحمه الله مراده من الكتب المعتمدة : فمن عباراته مثلاً ( وَأَمْثَالِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ فَلَا نِزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ أَنَّهُ مِنْ أَظْهَر الْمَوْضُوعَاتِ كَذِبًا كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي الْحَدِيثِ ؛ لَا فِي الصَّحِيحِ وَلَا فِي السُّنَنِ وَلَا فِي الْمَسَانِيدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفَةِ ) وقال أيضاً : ( وَمَنْ تَتَبَّعَ كُتُبَ الصَّحِيحَيْنِ وَنَحْوَهَا مِنْ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ ) وقال ( وَالْحَدِيثُ الْمَرْوِيُّ فِي الْكُحْلِ ضَعِيفٌ رَوَاهُ أَبُو داود فِي السُّنَنِ وَلَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ . وَلَا هُوَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَد وَلَا سَائِرِ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ ) وقال ( ولا روى أهل الكتب المعتمدة . في ذلك شيئا لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين لا صحيحا ولا ضعيفا لا في كتب الصحيح ولا في السنن ولا المسانيد ) وقال ( وأمثال هذا الحديث مما روي في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم فليس منها شيء صحيح ولم يرو أحد من أهل الكتب المعتمدة منها شيئا : لا أصحاب الصحيح : كالبخاري ومسلم . ولا أصحاب السنن : كأبي داود والنسائي . ولا الأئمة من أهل المسانيد : كالإمام أحمد وأمثاله ) .

 بعد هذه النقول يتضح جلياً أن شيخ الإسلام يقصد بالكتب المعتمدة الصحيحان والسنن

اما عن مستدرك الحاكم  قال شيخ الإسلام رحمه الله : ( وتصحيح الحاكم دون تحسين الترمذي . وكثيرا ما يصحح الموضوعات فإنه معروف بالتسامح )
اما الكتب المعروفة
وَسُئِلَ : عَمَّنْ نَسَخَ بِيَدِهِ صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَالْقُرْآنَ وَهُوَ نَاوٍ كِتَابَةَ الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَسَخَ لِنَفْسِهِ أَوْ لِلْبَيْعِ هَلْ يُؤْجَرُ ؟ إلَخْ .
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ : وَأَمَّا كُتُبُ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفَةُ : مِثْلَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ . فَلَيْسَ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ كِتَابٌ أَصَحُّ مِنْ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ وَمَا جُمِعَ بَيْنَهُمَا : مِثْلَ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَمِيدِيِّ وَلِعَبْدِ الْحَقِّ الإشبيلي وَبَعْدَ ذَلِكَ كُتُبُ السُّنَنِ : كَسُنَنِ أَبِي داود ؛ والنسائي ؛ وَجَامِعِ التِّرْمِذِيِّ ؛ وَالْمَسَانِدِ : كَمُسْنَدِ الشَّافِعِيِّ ؛ وَمُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَد . وَمُوَطَّأِ مَالِكٍ فِيهِ الْأَحَادِيثُ وَالْآثَارُ وَغَيْرُ ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ أَجَلِّ الْكُتُبِ حَتَّى قَالَ الشَّافِعِيُّ : لَيْسَ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ بَعْدَ كِتَابِ اللَّهِ أَصَحُّ مِنْ مُوَطَّأِ مَالِكٍ يَعْنِي بِذَلِكَ مَا صُنِّفَ عَلَى طَرِيقَتِهِ ؛ فَإِنَّ الْمُتَقَدِّمِينَ كَانُوا يَجْمَعُونَ فِي الْبَابِ بَيْن الْمَأْثُورِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَلَمْ تَكُنْ وَضِعَتْ كُتُبُ الرَّأْيِ الَّتِي تُسَمَّى " كُتُبَ الْفِقْهِ " وَبَعْدَ هَذَا جُمِعَ الْحَدِيثُ الْمُسْنَدُ فِي جَمْعِ الصَّحِيحِ لِلْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَالْكُتُب الَّتِي تُحَبُّ وَيُؤْجَرُ الْإِنْسَانُ عَلَى كِتَابَتِهَا سَوَاءٌ كَتَبَهَا لِنَفْسِهِ أَوْ كَتَبَهَا لِيَبِيعَهَا كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إنَّ اللَّه يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ الْجَنَّةَ ثَلَاثَةً : صَانِعَهُ ؛ وَالرَّامِيَ بِهِ ؛ وَالْمُمِدَّ بِهِ } فَالْكِتَابَةُ كَذَلِكَ ؛ لِيَنْتَفِعَ بِهِ أَوْ لِيَنْفَعَ بِهِ غَيْرَهُ . كِلَاهُمَا يُثَابُ عَلَيْهِ .
مجموع الفتاوى 4/53 الشاملة

قولهم : الكتب الستة المعتمدة
تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للمزي (ت 742 هـ ) ، قال في المقدمة :
فإني عزمت على أن أجمع في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى أطراف الكتب الستة التي هي عمدة أهل الإسلام وعليها مدار عامة الأحكام وهي: ( صحيح محمد بن إسماعيل البخاري ) , و( صحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري ) , و( سنن أبي داود السجستاني ) , و( جامع أبي عيسى الترمذي ) , و( سنن أبي عبدالرحمن النسائي ) , و( سنن أبي عبد الله بن ماجة القزويني )
(قلت ) هذا أول الغيث ، والله الموفق .
قال أبو عمرو ابن الصلاح في مقدمته – في معرفة الصحيح من الحديث :
ثم أن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين ( البخاري و مسلم ) يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لائمة الحديث: كأبي داود السجستاني، وأبي عيسى الترمذي، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي بكر بن خزيمة، وأبي الحسن الدار قطني وغيرهم. منصوصأ على صحته فيها.

( قلت عدّ سبعة كتب )

ثم قال في معرفة الرواة :
أصحاب كتب الحديث الخمسة المعتمدة رضي الله عنهم
فالبخاري أبو عبد الله ... ومسلم .. وأبو داود السجستاني .. وأبو عيسى الترمذي ..

وأبو عبد الرحمن النسائي .


3/ حطاب الليل
وأما من وصف بأنهم من حطاب الليل فهم رواة الموضوعات ، والمراد برواة الموضوعات الكذابون والمتهمون بالكذب والموصوفون برواية المنكرات والغرائب ، وهؤلاء هم بعض رواة الحديث وهم غير أصحاب الكتب الحديثية غير المعتمد
فوصف حطاب الليل ليس لأصحاب الكتب وإنما لرواة الحديث المذكورون في الإسناد ، وأما أصحاب الكتب فهم يوردون الأحاديث جميعها لينظر فيها من بعدهم وينقحها ، ومن أورد السند فقد أحالك إلى ما تعرف به الصحيح من الضعيف

فكلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن الحديث سديد :
فأولا : بين عدم وجود إسناد صحيح للحديث .
وثانيا : بين عدم رواية أصحاب الكتب المعتمدة له ، فأشار بذلك إلى أن الكتب التي أوردته هي الكتب التي تورد الضعيف مع الصحيح ، وقد تورد الموضوعات أيضا .
وثالثا : ذكر أمرا آخر وهو ما في هذه الأسانيد من المتهمين بالكذب ورواة المنكرات والموضوعات من حطاب الليل ، وهم في هذا الحديث : الحسن بن أبي جعفر ، وعبد الله بن داهر .

-*-----------------------------------
قد يقول الرافضي ان هذا الحديث ذكر عند :
أحمد بن حنبل، والبزار، وأبو يعلى، وابن جرير الطبري، والنسائي، والطبراني، والدار قطني، والحاكم، وابن مردويه، وأبو نعيم الإصفهاني، والخطيب البغدادي، وأبو المظفّر السمعاني، والمجد ابن الأثير، والمحبّ الطبري، ، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، والسيوطي، وابن حجر المكي، والمتقي، والقاري، والمناوي،

فيكون الجواب
الكذبة الاولى تقول إن الحديث إنما هو عند أحمد فهل هو في المسند ام  في كتاب آخر .. هل تعرفه ؟؟!!
الكذبة الثانية: الحديث رواه البزار في البحر الزخار وعلق عليه .. أتعرف التعليق ؟
الكذبة الثالثة : الحديث لم يروه أبو يعلى في مسنده .. فهل تدلنا أين رواه ؟
الكذبة الرابعة : الحديث لم يروه النسائي في السنن.. فهل تدلنا أين رواه ؟
الكذبة الخامسة : الحديث لم يروه الدارقطني في السنن .. فهل تدلنا أين رواه ؟
الكذبة السادسة : الحديث لم يروه الطبري في تفسيره ولا في تاريخه .. فهل تدلنا أين رواه ؟
الكذبة السابعة : الحديث لم يروه ابن مردويه في أماليه .. فهل تدلنا أين رواه ؟
-*-----------------------------------------------

اما الحديث في مصنف ابن ابي شيبة
قال ( حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا عمار عن الأعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث عن علي قال إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكتاب حطة في بني إسرائيل) (مصنف ابن أبي شيبة 6/ 372)
(سليمان الأعمش :ثقة فيه تشيع مكثر التدليس عن الضعفاء، وقد ععنعن هنا!، والمنهال بن عمرو :صدوق له أوهام. ولكنه شيعي، وقد نقل ابن حبان والحاكم إجماع أئمة الحديث على عدم جواز تصحيح رواية المبتدع فيما يروج بدعته)
-*----------------------
عن محمد بن عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا علي بن حكيم الاودي قال حدثنا عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن حنش عن أبي ذر .(المعجم الأوسط 5/354)
آفة هذا الطريق الذي ذكرته  هو عمرو بن ثابت فإنه رافضي متروك 
و قال المزى :
و قال عباد بن يعقوب عنه : رأيت راعيا رأى النبى صلى الله عليه وسلم .
قال على بن الحسن بن شقيق : سمعت ابن المبارك يقول : لا تحدثوا عن عمرو بن ثابت ، فإنه كان يسب السلف .
و قال الحسن بن عيسى : ترك ابن المبارك حديث عمرو بن ثابت .
و قال هناد بن السرى : مات عمرو بن ثابت ، فلما مر بجنازته فرآها ابن المبارك دخل المسجد و أغلق عليه بابه حتى جاوزته .
و قال أبو موسى محمد بن المثنى : ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن عمرو بن ثابت .
و قال عمرو بن على : سألت عبد الرحمن بن مهدى عن حديث عمرو بن ثابت ، فأبى أن يحدث عنه ، و قال : لو كنت محدثا عنه لحدثت بحديث أبيه عن سعيد بن جبير فى التفسير .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بثقة ، و لا مأمون ، لا يكتب حديثه
.
و قال فى موضع آخر : ليس بشىء .
و قال أبو داود ، عن يحيى : هو غير ثقة .
و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى : ضعيف .
و قال أبو زرعة : ضعيف الحديث .
و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، يكتب حديثه ، كان ردىء الرأى ، شديد التشيع .
و قال البخارى : ليس بالقوى عندهم .
و قال أبو عبيد الآجرى : سألت أبا داود عن عمرو بن ثابت بن أبى المقدام ،
فقال : رافضى خبيث .
-*------------------------------------------------------------
منقول بتصرف من

شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي > القسم العام > الدفــــاع عن عقيدة أهل السنة > مراد شيخ الإسلام بحطاب الليل الذين رووا الحديث الضعيف : " أهل بيتي كسفينة نوح"

وللاستزادة في الحكم لهذا الحديث راجع هذا الرابط

 تخريج حديث(مثل أهل بيتي كسفينة نوح)


من هم المناوئين لشيخ الاسلام

أقسام المناوئين

المناوأة: المعاداة والمناهضة، يقال: ناوأت الرجل نِواءً ومناوأةً إذا عاديته، وأصله من ناء إليك، ونؤتَ إليه: إذا نهضتما، ومنه حديث: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على من ناوأهم»(1) ، وحديث الخيْل: «ورجلٌ ربطها فخراً ورياءً ونواءً لأهل الإسلام»(2) ، وبهذا تكون المناوأة بمعنى العداوة والمناهضة (3).
وأعداء ابن تيمية رحمه الله كُثرٌ، من عصره إلى هذا العصر، وغالبهم أعداء عقيدة السلف الصالح، ولذا نجد أكثر الدعاوى التي ينقمونها على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في أمور الاعتقاد، وما يتصل بها مثل منهج التلقي والاستدلال عليها.
إن الناظر في أحوال المناوئين لابن تيمية رحمه الله يجد صعوبة في تقسيمهم إلى أقسام ينفصل بعضها عن البعض الآخر؛ ذلك أن بعض المناوئين يشترك في عدائه لابن تيمية رحمه الله في أكثر من جهة وقسم، فيدخل تحت هذا القسم من المناوئين لأمر، ويدخل تحت قسم آخر من المناوئين لأمر آخر، فعلى سبيل المثال بعض الفقهاء الذين واجهوا ابن تيمية رحمه الله وصارحوه بالعداء، يعتقدون مذهب الأشاعرة (4).
وطوائف كثيرة من الأشاعرة يسلكون مسلك التصوف، فمن كانت هذه حاله من أعداء ابن تيمية فهو يدخل في هذه الأقسام الثلاثة كلها - أي الفقهاء، والأشاعرة، والصوفية -، ولكن التقسيم تقريبي، إذ المقصود وضع ترتيب فني لهم، ومعرفة الجهات التي كان يعاني منها ابن تيمية رحمه الله ويكابد مشقة إصرارها وتعنتها أمام كلمة الحق.
وفي الجملة فإن أهل الباطل قد تناصروا على ابن تيمية رحمه الله، ورموه من قوس واحدة بالعداء، يبيّن ذلك تلميذ ابن تيمية رحمه الله البار أبو حفص البزار (ت - 749هـ) رحمه الله عن معايشة وقرب، بكلام مؤثر نفيس إذ يقول:
(ولم يزل المبتدعون أهل الأهواء، وآكلوا الدنيا بالدين، متعاضدين، متناصرين في عدوانه، باذلين وسعهم بالسعي في الفتك به، متخرصين عليه الكذب الصراح، مختلقين عليه، وناسبين إليه ما لم يقله ولم ينقله، ولم يوجد له به خط، ولا وجد له فيه تصنيف ولا فتوى، ولا سمع منه في مجلس، أتراهم ما علموا أن الله سائلهم عن ذلك ومحاسبهم عليه؟ أو ما سمعوا قول الله تعالى: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق: 16 - 18] ، بلى والله، ولكن غلب عليهم ما هم فيه من إيثار الدنيا على الآخرة، والعمل للعاجلة دون الآجلة، فلهذا حسدوه وأبغضوه، لكونه مباينهم ومخالفهم) (5).

إن أعداء ابن تيمية رحمه الله يمكن تصنيفهم وتقسيمهم إلى أقسام منها:

أولاً: الفقهاء والقضاة:
 فقد كان كثير من فقهاء المذاهب في عصره مقلدة، يرون الخروج عن أقوال أئمة مذاهبهم جرماً يؤاخذ عليه فاعله، وقد أفتى ابن تيمية رحمه الله في مسألة الطلاق بفتاوى لم يكن يُفتى بها في ذلك العصر ومن هذه الفتاوى:
مسألة الحلف بالطلاق: إذا قصد الحالف به اليمين فإنه لا يقع طلاقاً، ومسألة الطلاق بالثلاث وأنه لا يقع إلا طلقة واحدة، وأن الطلاق المحرم لا يقع، وقد ألف رحمه الله في نصرة هذا القول مؤلفات عدة (6)، وفتاوى متعددة (7)، وعظم الأمر على بعض الفقهاء حين أفتى ابن تيمية رحمه الله بهذه الفتوى التي سارت في البلدان سير النار في الهشيم، وذلك لجلالة قدر شيخ الإسلام رحمه الله وقبوله لدى الناس (8)، فكُلم أحد قضاة الحنابلة أن يقنع ابن تيمية رحمه الله بالعدول عن هذه الفتوى، فكلّمه في يوم الخميس، منتصف شهر ربيع (9)، من سنة (718هـ)، فقبل ابن تيمية رحمه الله نصيحة القاضي؛ وذلك لعلمه أنه إنما قال له هذا القول يقصد به ترك ثوران فتنة وشر.
ولما كان يوم السبت، مستهل جمادى الأولى من السنة نفسها جاء بريد من السلطان يمنع الفتوى في مسألة الحلف بالطلاق، ثم عقد مجلس يوم الاثنين إثر ذلك المرسوم، وانفصل الأمر على ما أمر به السلطان.
لكن ابن تيمية رحمه الله عاد إلى الإفتاء بهذه المسألة تأثماً، خشية كتمان العلم، واستمر رحمه الله يفتي في هذه المسألة حتى كان يوم الثلاثاء منتهى رمضان سنة (719هـ) حيث جُمع القضاة والفقهاء عند نائب السلطنة بدار السعادة، وقُرئ عليهم كتاب السلطان، وأُحضر الشيخ وعوتب على فتياه بعد المنع، وأُكد عليه في المنع من ذلك.
ولما كان يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر رجب سنة (720هـ) عُقد له رحمه الله مجلس آخر في دار السعادة، حضره النائب، والقضاة، وجماعة من المفتين، وحضر الشيخ، وعاودوه في مسألة الطلاق والإفتاء فيها، وعاتبوه على ذلك، حتى صدر قرار بحبسه في القلعة، فحبس فيها خمسة أشهر، وثمانية عشر يوماً، أي إلى يوم عاشوراء من السنة التي تليها (721هـ) حيث ورد مرسوم بإخراجه، فخرج بهذا المرسوم وتوجه إلى داره (10)، فهذه الفتوى أوجدت متنفساً لأصحاب الأغراض الشخصية، من حساد ابن تيمية رحمه الله من الفقهاء في أن ينتقموا منه، ويحاكموه، وأن يسعوا في سجنه في مسألة علمية المرجع فيها إلى الدليل، وحسن الاستدلال.
وثمة حادثة أثارت حفيظة كثير من الفقهاء في عصره، وسببت من العداوات والحسد عليه أموراً كثيرة؛ ذلك أنه كثير العلم، وصاحَبَ ذلك أمرٌ بمعروف ونهيٌ عن منكر، وجرأة في ذلك، فلا يخاف في الله لومة لائم. وقد حسده الفقهاء إذ لم ينالوا ولم يدركوا ما أدركه ووصل إليه، فقد أخبر ابن كثير (ت - 774هـ) رحمه الله أن السلطان الملك الناصر (ت - 741هـ) ، لما رجع إلى الملك مرة ثانية كان همه في طلب الشيخ ورؤيته، فلما تقابلا اعتنقا هنيهة، ثم أخذ معه ساعة يتحدثان وكان من حديثهما: أن طلب الملك الناصر من ابن تيمية رحمه الله أن يفتي في قتل بعض القضاة بسبب ما تكلموا فيه، وحثه على ذلك، إلا أن ابن تيمية رحمه الله أخذ في تعظيم هؤلاء القضاة والعلماء، وبيان مكانتهم، وينكر أن ينال أحداً منهم بسوء، وقال له: إذا قتلت هؤلاء لا تجد بعدهم مثلهم، ومن آذاني فهو في حل وأنا لا أنتصر لنفسي (11).
وبعد هذا الحوار انتقلا إلى المجلس العام حيث كان يجلس جمع كبير من الفقهاء والقضاة من مصر والشام فتكلم الوزير في أمر أهل الذمة، وطلبهم أن يعودوا إلى الزي الذي كانوا يلبسونه مثل سائر الناس، وترك الزي الذي أُلزموا به لتميزهم عن غيرهم، فسكت الملك كأنه يريد من الفقهاء والقضاة إبداء الرأي، وسكت الناس بما فيهم الفقهاء والقضاة فلم يتكلم أحد، فقال لهم السلطان: ما تقولون؟ يستفتيهم في ذلك، فلم يتكلم أحد. ثم جثى شيخ الإسلام على ركبتيه، وتكلم مع السلطان بكلام طويل، ورد على الوزير ما قاله رداً عنيفاً، وتكلم بما لا يستطيع أحد في المجلس أن يقوم بمثله، ولا بقريب منه (12)، فهذه الحوادث وغيرها أثارت بعض من كان في قلبه غل وحسد على ابن تيمية رحمه الله، وتكدّرت عليهم حياتهم أن يروا ابن تيمية رحمه الله تزداد مكانته بين الناس، ويرتفع شأنه عند السلطان، وتسمع كلمته فتقبل عند ولاة الأمور، نعوذ بالله من الغل والحسد.
ثانياً: أهل الكلام (13):
لقد كان ابن تيمية رحمه الله مثالاً للعالم الذي كان همه هو الدفاع عن عقيدة السلف، والإجابة عن الشبهات الموجهة إليها، وقبل ذلك عرض معتقد السلف بأسلوب ميسر سهل التناول، عن طريق المصادر الأساسية للتلقي في الاعتقاد وهي الكتاب والسنة، ثم أقوال سلف الأمة الموافقة للوحي، الشارحة له.
ولكن لم يطب هذا الصنيع لمن كان رحمه الله يهدم بنيانهم من القواعد من أهل الكلام، وأعداء عقيدة السلف، إذ كان يناقشهم مرة في منهجهم في التلقي، وموقفهم من مصادر الاستدلال الصحيحة، ويناقشهم في مصادرهم التي اعتمدوها بديلة أو أساساً، يكون القرآن وتكون السنة تابعة لها كالعقل، ويناقشهم في منهجيتهم في الاستدلال كموقفهم من الأخذ بأخبار الآحاد في الاعتقاد، أو تأويل النصوص، أو تفويضها، ويناقشهم - أيضاً - في المسائل المخالفة لعقيدة السلف - عندهم - وهي المترتبة على الأساس الفاسد عندهم في التلقي، ويناقشهم في جزئيات كثيرة في عقائدهم... أقول: لم يطب هذا الصنيع لهم، فما كان منهم إلا أن ألبوا عليه، وأجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم، ووشوا به عند السلاطين، وافتروا عليه الكذب، وسعوا في تغيير صورته عند الناس بتحميل كلامه ما لا يحتمل، حتى وقعت له رحمه الله محن كثيرة، أوذي بسببها، وسجن، بعد ما عقدت له مجالس، ومناقشات تكون النصرة له رحمه الله فيها، وكثرت المجالس وطالت سنوات عدة في النقاش بين مذهب السلف ويمثله ابن تيمية رحمه الله ومذهب المتكلمين ويمثله بعض القضاة والفقهاء، يعود بعضهم إلى الحق، ويعاند آخرون ويصرون على الباطل بعد بيان الحجة، واتضاح المحجة.
وقد امتحن رحمه الله، لأجل تأليفه (العقيدة الحموية)، وتحزب عليه أهل الكلام من المبتدعة، وذلك سنة (698هـ) (14)، ويذكر ابن عبد الهادي (ت - 744هـ) رحمه الله ما كان يعمله أهل الكلام من إيغار الصدور على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بسبب العقيدة الحموية، فيقول: (فأخذوا الجواب الذي كتبه، وعملوا عليه أوراقاً في رده، ثم سعوا السعي الشديد إلى القضاة والفقهاء، واحداً واحداً، وأوغروا خواطرهم، وحرفوا الكلام، وكذبوا الكذب الفاحش، وجعلوه يقول بالتجسيم - حاشا من ذلك - وأنه قد أوعز ذلك المذهب إلى أصحابه، وأن العوام قد فسدت عقائدهم بذلك، ولم يقع من ذلك شيء، والعياذ بالله، وسعوا في ذلك سعياً شديداً) (15).
ثم طلب قاضي الحنفية من شيخ الإسلام أن يأتي إليه، فقال له ابن تيمية رحمه الله إن العقائد ليس أمرها إليك، وإن السلطان إنما ولاك لتحكم بين الناس، وإن إنكار المنكرات ليس مما يختص به القاضي، ففرح أهل الضلال بهذا الجواب، فأوغروا صدر قاضي الحنفية حتى تم لهم ما يريدون، فأمر القاضي أن ينادي في البلد ببطلان عقيدة ابن تيمية، فنودي في بعض البلد، وما إن علم والي البلد بذلك حتى هب لنصرة ابن تيمية رحمه الله فأرسل طائفة، فضربوا المنادي، ومن كان معه، وأمر بمتابعة من كان يسعى في هذه الفتنة، وقد كان مغضباً من عملهم هذا، ويريد الانتقام منهم، فاختفى أكثرهم، واحتمى الآخرون ببعض كبار وأعيان البلد، ثم إن ابن تيمية رحمه الله جلس على عادته يوم الجمعة في الدرس، وكان تفسيره في قوله تعالى: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم: 4] ، فذكر الحلم، وما ينبغي استعماله، فكان ميعاداً جليلاً.
ثم اجتمع شيخ الإسلام رحمه الله بقاضي الشافعية، وقرأ معه العقيدة الحموية، وأوضح ما أشكل على القاضي من بعض المواضع، فلم يحصل إنكار عليه من الحاكم، ولا ممن حضر المجلس وانتهى المجلس وقاضي الشافعية يقول: كل من تكلم في الشيخ يعزر (16)، قال ابن عبد الهادي (ت - 744هـ) رحمه الله بعد ذكره هذه المواقف: (والذين سعوا فيه معروفون عندنا، وعند كل أحد، قد اشتهر عنهم هذا الفعل الفظيع - وكذلك - من ساعدهم بقول، أو تشنيع، أو إغراء، إو إرسال رسالة، أو إفتاء، أو شهادة...) (17).
وامتحن ابن تيمية رحمه الله في عقيدته من قبل أهل الكلام محنة أشد من سابقتها، وذلك في الرسالة التي ألفها بعنوان (العقيدة الواسطية)، فنوظر بسببها، وأوذي من أجلها سنة (705هـ)، فقد ورد مرسوم من السلطان أن يجمع الفقهاء والقضاة ثم يسأل ابن تيمية رحمه الله عن اعتقاده، وفعل الوالي ذلك، فأحضر الشيخ العقيدة الواسطية، وأخبر الحضور أنه كان قد كتبها قبل سبع سنين تقريباً، فقرئت العقيدة في المجلس، وأخرت بعض المواضع إلى مجلس آخر، حضر فيه الشيخ صفي الدين الهندي (18)، فناقش ابن تيمية كثيراً لكنه لم يفلح؛ لأنه كما يصف ابن كثير (774هـ) رحمه الله فقال: (ولكن ساقيته لاطمت بحراً) (19).
ثم إنهم اصطلحوا على أن يناظر ابن تيمية، أحد الذين يعرفون عنه جودة الذهن، وحسن البحث، ألا وهو كمال الدين ابن الزملكاني (ت - 727هـ) ، حيث طال البحث بينهما، حيث انفصل الحال على قبول الاعتقاد الذي قرأه ابن تيمية رحمه الله. وعاد الشيخ إلى منزله معظماً مكرماً (20)، ثم عُقد مجلس ثالث لابن تيمية رحمه الله وكانت نهايته أن اجتمع الجماعة على الرضى بالعقيدة التي يعتقدها ابن تيمية رحمه الله، وكان الباعث على هذه المجالس هو تحريض من قاضي المالكية ابن مخلوف (21)، ونصر المنبجي (22)، إلى السلطان على شيخ الإسلام رحمه الله (23)، فكانت نتائج المجلس السابقة لم ترض هذين الشيخين، ولم تشف غليليهما، فطلبا من السلطان أن يصدر مرسوماً يطلبه إلى مصر، ومحاكمته فيها، ففعل السلطان ذلك، وطُلب ابن تيمية رحمه الله من دمشق إلى مصر، فخرج ابن تيمية رحمه الله ممتثلاً من دمشق في يوم مشهود، ووصل يوم الخميس الثاني والعشرين من رمضان سنة (705هـ) إلى القاهرة، ومن غد بعد صلاة الجمعة، جمع القضاة، وأكابر الدولة، وادعى عليه ابن مخلوف (ت - 718هـ) أنه يقول: إن الله فوق العرش حقيقة، وذكر بعض المسائل، ولما انتهى سأله القاضي جوابه، فأخذ الشيخ في حمد الله والثناء عليه، فقيل له: أجب؛ ما جئنا بك لتخطب، فقال ابن تيمية رحمه الله ومن الحاكم في؟ فقيل له: القاضي المالكي، قال: كيف يحكم فيّ وهو خصمي؟ فغضب رحمه الله من ذلك، ثم أصدر فيه مرسوم بحبسه، فحبس في برج أياماً، ثم نُقل بعد ذلك إلى الحبس المعروف بالجب، وقد مكث فيه إلى شهر ربيع الأول من سنة (707هـ) (24).
وأما تفصيلات الحوار الذي دار بين شيخ الإسلام رحمه الله ومخالفيه في العقيدة الواسطية، فقد حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على وجه التفصيل (25).


ثالثاً: الشيعة (26):
 الشيعة بجميع فرقها من رافضة وزيدية (27)، وغيرها يبغضون شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ ذلك أنه ناقشهم نقاشاً مطولاً في كتابه (منهاج السنة النبوية) وفي غيره في بعض رسائله، ومن أمثلة أعدائه من الرافضة ابن المطهر الحلي (28)، الذي ألف (منهاج الكرامة) فرد عليه شيخ الإسلام بمنهاج السنة النبوية، فرد عليه ابن المطهر رداً هزيلاً ضعيفاً.
وقد كان الرافضة في جبل كسروان - قريب من دمشق -، سبباً للفتن، وإخافة للناس، ومعارضة المارين بهم بكل سوء، فاستأذن ابن تيمية رحمه الله نائب السلطان على دمشق أن يجهز جيشاً، وأن يقاتل هؤلاء في جبلهم، فأذن له ولي الأمر وأمر بتكوين جيش لقتالهم، وصحبه في ذلك القتال، وما زال الجيش في حصارهم وقتالهم، حتى فتح الله الجبل، وأجلى أهله، وقد ذكر ابن عبد الهادي (ت - 744هـ) رحمه الله أن فتح الجبل يعد من الكرامات المعدودة لشيخ الإسلام، ذلك أن أهله من البغاة الرافضة السبَّابة، ولكونهم أخافوا الناس، وقطعوا السبيل، فتعين قتالهم (29)، وقد كانت هذه الموقعة من أسباب أذية ابن تيمية رحمه الله واضطهاده، وسجنه فيما بعد، وذكر ابن كثير (ت - 774هـ) رحمه الله أن هذه الواقعة قد ملأت قلوب أعدائه حسداً له وغماً (30).
وأما الزيدية فلا يقلون بغضاً لابن تيمية رحمه الله عن الرافضة، ومثال ذلك ما ألفه الحسن بن إسحاق (31)، رداً على ابن تيمية رحمه الله فيما ذكره من مسائل في (منهاج السنة النبوية)، وقد افترى على ابن تيمية رحمه الله في أمور كثيرة (32).
وتشترك الشيعة ومن وافقهم على الافتراء على ابن تيمية رحمه الله في موقفه من الصحابة عموماً، وموقفه من الخلفاء الأربعة، وبالذات علي بن أبي طالب (33) رضي الله عنه إذ يرون أنه ما إن يمر بذكره إلا ويلمزه ويذمه، ويتبع بالذم أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إلى غير ذلك من الدعاوى التي وضعت لها فصلاً مستقلاً لعرضها ونقدها.
رابعاً: الصوفية:
كان من أبرز أعداء شيخ الإسلام رحمه الله في عصره، رجل سعى في أنواع المكائد على ابن تيمية رحمه الله لكن غيظه لم يزل يزداد ويتأجج. ذلكم هو نصر المنبجي (ت - 719هـ) ، وذكر ابن حجر (34) رحمه الله مبلغ عداوة ذلك الرجل لابن تيمية رحمه الله وسبب تلك العداوة بقوله: (وكان من أعظم القائمين عليه الشيخ نصر المنبجي؛ لأنه كان بلغ ابن تيمية أنه يتعصب لابن عربي ، فكتب إليه كتاباً يعاتبه على ذلك، فما أعجبه، لكونه بالغ في الحط على ابن عربي، وتكفيره، فصار هو يحط على ابن تيمية، ويغري به بيبرس الجاشنكير (35)، وكان بيبرس يفرط في محبة نصر، ويعظمه، وقام القاضي زين الدين بن مخلوف قاضي المالكية مع الشيخ نصر) (36).
وقد أثار نصر المنبجي (ت - 719هـ) وابن عطاء الله السكندري (37) مريديهما في أن يشكوا ابن تيمية على السلطة، ففعل مريدوهم ذلك. ورُد الأمر في هذه القضية إلى قاضي الشافعية، وعُقد المجلس بادعاءات من ابن عطاء الله (ت - 709هـ) لم يثبت على ابن تيمية رحمه الله منها شيء، وظهر من علم الشيخ في ذلك المجلس وشجاعته، وقوة قلبه، وصدق توكله، وبيان حجته، ما يتجاوز الوصف، ثم إن الدولة خيروه بين أن يرحل إلى دمشق أو إلى الإسكندرية، ولكن هذا الرحيل مشروط بشروط، وبين أن يدخل الحبس، فاختار الحبس، فدخل عليه جماعة من أصحابه وأتباعه فأشاروا بأن يقبل بالشروط لقاء سفره إلى دمشق، ونزل عند رغبتهم، وما إن تجاوز القاهرة حتى أرسلوا بريداً يرده إلى دمشق للحبس، وكان ذلك كله من تدبير المنبجي (ت - 719هـ) (38)، وبقي الشيخ في الحبس، وقد استفاد منه المسجونون، وجمع كبير من الناس يدخلون عليه في السجن، ويستفيدون من علمه ومواعظه، وفي سنة (709هـ)، أراد أعداء ابن تيمية أن يسيروه إلى الإسكندرية كهيئة المنفي، لعل أحداً من أهلها يتجاسر عليه فيقتله غيلة، فما زاد ذلك الناس إلا محبة له، وقرباً منه، وانتفاعاً به، واتفق أنه وجد في الإسكندرية طوائف من المتصوفة تنتسب إلى ابن عربي (ت - 638هـ) وابن سبعين (39)، فمزق الله بقدومه عليهم شملهم، وشتت جموعهم شذر مذر، وهتك أستارهم وفضحهم (40).
وهناك مواقف أخرى بين الصوفية وبين ابن تيمية رحمه الله، وذلك في مناظراته رحمه الله مع طائفة الرفاعية (41)، أهل الدجل والحيل والخرافة (42).
خامساً: أصحاب العداوات الشخصية: من المتأثرة بالدعاوى الباطلة، أو المقلدة لشيوخهم من غير علم، أو أصحاب العواطف الذين تتقلب نظراتهم وآراؤهم من أي شبهة تعرض لهم، وذلك مثل ابن الزملكاني (ت - 727هـ) حيث كان من مؤيدي الشيخ ومناصريه، ثم انقلب عليه، كما في البداية والنهاية، ومثل أبي حيان (43)، فقد أثنى على ابن تيمية رحمه الله وقال: ما رأت عيناي مثل هذا الرجل، ومدحه بأبيات منها:
لما أتانا تقي الدين لاح لنا *** داع إلى الله فرد ماله وزر (44)
على محياه من سيما الأُلى صحبوا *** خير البرية بدر دونه القمر (45)
ودار كلام بينهما فجرى ذكر سيبويه (ت - 180هـ) ، فبين ابن تيمية رحمه الله بعض أخطاء سيبويه (ت - 180هـ) ، فنفر عن ذلك أبو حيان (ت - 745هـ) رحمه الله ولم يلتمس له العذر، ثم عاد ذاماً له في مجالسه وفي كتبه (46).
هذان مثالان لأصحاب العداوات الشخصية، التي يكون الحادي لها التعصب والتقليد والهوى، وهذا هو دأب وديدن غالب أعداء ابن تيمية: أنهم يتناقلون ما يرونه خطأ من ابن تيمية رحمه الله دون نقد ولا تمحيص، بل بغض لشخصه رحمه الله فلا يقبلون منه شيئاً، وسيأتي - بحول الله وقوته - شيء من الأمثلة في منهج المناوئين.
وبهذا أكون قد استعرضت أبرز أقسام المناوئين لابن تيمية رحمه الله وإن كان وكما ذكرت سلفاً بعضهم يشترك مع البعض الآخر في قسمين، أو أكثر، ولكن هذا التقسيم يبين نوعية التيارات التي واجهها ابن تيمية، ووجد منها عنتاً ومشقة، إضافة إلى إثارة كثير من القضايا العقدية التي انتقدوها عليه عند العامة، وعند من جاء بعدهم من الأجيال اللاحقة والتي يجمعها: البعد عن عقيدة السلف، والتعصب للأشياخ والمتبوعين، وتقليدهم في الحق والباطل على حد سواء.



من كتاب
 دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد




(1)  الحديث أخرجه البخاري في صحيحه 6/217 كتاب فرض الخمس، باب فإن لله خمسه، ومسلم في صحيحه 1/137 كتاب الإيمان، باب نزول عيسى بن مريم حاكماً بشريعة نبينا محمد و3/1524 كتاب الإمارة، باب لا تزال طائفة، واللفظ له.
(2)  الحديث أخرجه البخاري في صحيحه 6/633 كتاب المناقب، باب حدثنا محمد بن المثنى، ومسلم كتاب الزكاة حديث (24).
(3)  انظر: النهاية لابن الأثير 5/123 مادة (نوأ)، لسان العرب لابن منظور 1/178 مادة (نوأ). القاموس المحيط للفيروزآبادي 1/32 مادة (ناء).
(4) الأشاعرة: هم المنتسبون لأبي الحسن الأشعري في مذهبه الذي اتخذه بعد تركه الاعتزال وقبل تصريحه بانتسابه إلى مذهب الإمام أحمد، ومتأخروهم يثبتون سبع صفات فقط، وينكرون علو الذات، ويقولون: إن الإيمان هو التصديق.
انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 6/52 - 55، الرد على الرافضة للمقدسي ص166، مذاهب الإسلاميين لبدوي 1/487، الأشاعرة لأحمد صبحي.
(5)  الأعلام العلية ص66.
(6)  انظر: عناوينها في العقود الدرية لابن عبد الهادي ص324.
(7) انظر هذه الفتاوى مجموعة في مجموع فتاوى ابن تيمية 33/7 - 98.
(8) انظر: الأعلام العلية للبزار ص70.
(9)  ذكر ابن كثير في البداية والنهاية 14/87 أنه ربيع الأول، وذكر ابن عبد الهادي في العقود الدرية ص325 أنه ربيع الآخر.
(10) انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص326، البداية والنهاية لابن كثير 14/87، 97، 98.
(11)  انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص282، وذكر ابن كثير في البداية والنهاية 14/54 عن قاضي المالكية ابن مخلوف مقولة عنه هي قوله: (ما رأينا مثل ابن تيمية حرضنا عليه فلم نقدر عليه، وقدر علينا فصفح عنا، وحاجج عنا)، وهذا نص يؤكد تكالب بعض الفقهاء والقضاة عليه، وتحريض السلاطين عليه، ولكن الله ناصره.
(12)  انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص278 - 281، البداية والنهاية لابن كثير 14/54.
(13)  أهل الكلام: هم المشتغلون بعلم الكلام، وتعريف علم الكلام عند المتكلمين هو: (علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية على الغير بإيراد الحجج ودفع الشبه)، وهو كلام في الله بما يخالف الكتاب والسنة، وفيه تقديم ما تدل عليه عقولهم على الكتاب والسنة.
انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 1/178، المواقف للإيجي ص27، شرح المقاصد للتفتازاني 1/163 - 166، مذاهب الإسلاميين لبدوي 1/7 - 8 عوامل وأهداف نشأة علم الكلام في الإسلام ليحيى فرغل، أصالة علم الكلام لمحمد السيد ص14 - 17، المدخل إلى دراسة علم الكلام لحسن الشافعي ص13 - 23، علم الكلام وبعض مشكلاته لأبي الوفاء التفتازاني ص3 - 6.
(14) انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص198، البداية والنهاية لابن كثير 14/4.
(15) انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص200.
(16)  انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص201 - 202، البداية والنهاية لابن كثير 14/4، وقد أثنى ابن كثير رحمه الله على قاضي الشافعية وقال: (وكان القاضي إمام الدين معتقده حسناً، ومقصده صالحاً).
(17)  العقود الدرية ص202.
(18)  صفي الدين الهندي: محمد بن عبد الرحيم بن محمد الأرموي، أبو عبد الله الشافعي، المتكلم، ولد بالهند، سنة أربع وأربعين وستمائة، كان فاضلاً، خرج من دلهي فحج، وجاور بمكة ثم رحل إلى بلاد كثيرة، حتى استوطن دمشق، تصدى للإفتاء، ناصب العداء لابن تيمية، ت سنة 715هـ.
انظر في ترجمته: البداية والنهاية لابن كثير 14/74، شذرات الذهب لابن العماد 6/37.
(19)  البداية والنهاية 14/36.
(20)  انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص203، البداية والنهاية لابن كثير 14/36 - 37.
(21)  ابن مخلوف: علي بن مخلوف بن ناهض بن مسلم النويري المالكي، قاضي المالكية بمصر، سمع الحديث، واشتغل وحصل، كان مشكور السيرة، غزير المروءة، له مواقف سيئة مع ابن تيمية، ت سنة 718هـ.
انظر في ترجمته: البداية والنهاية لابن كثير 14/90، شذرات الذهب لابن العماد 6/49.
(22)  نصر المنبجي: نصر بن سليمان المنبجي، صوفي حلولي، كان الجاشنكير يتفانى في حبه، كاد لابن تيمية كثيراً، ت سنة 719هـ.
انظر في ترجمته: شذرات الذهب لابن العماد 6/52.
(23)  انظر: البداية والنهاية لابن كثير 14/37.
(24)  انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص250 - 253، البداية والنهاية لابن كثير 14/38.
(25)  انظر: حكاية المناظرة في العقيدة الواسطية (ضمن مجموع فتاوى ابن تيمية 3/160 - 194).
(26)  الشيعة: هم الذين شايعوا علياً رضي الله عنه على وجه الخصوص، وأما غلاتهم فهم الذين غلوا في حبه، وقالوا بإمامته نصاً أو وصية، إما جلياً وإما خفياً، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيرهم، أو بتقية منهم، وهم فرق كثيرة منهم الغالي الكافر، ومنهم دون ذلك.
انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري 1/65 - 166، ذكر مذاهب الفرق الثنتين والسبعين لليافعي ص71 - 88، معجم الفرق الإسلامية لعارف تامر 108، فرق معاصرة لغالب عواجي 1/127 - 269، المناهج والمذاهب الفكرية للعريبي ص65 - 71.
(27)  الزيدية: أتباع زيد بن علي بن الحسين، إحدى فرق الشيعة، يقولون بتفضيل علي على سائر الصحابة، وبخلود أصحاب الكبائر في النار، وبالخروج على أئمة الجور، وهم فرق متعددة.
انظر: التنبيه والرد للملطي ص46 - 48، مقالات الإسلاميين للأشعري 1/136 - 166، التبصير في الدين للإسفراييني ص27 - 34، الزيدية لأحمد صبحي، الزيدية للصاحب بن عباد، الزيدية لعلي شرف الدين، معتزلة اليمن لعلي زيد، الإمام زيد بن علي المفترى عليه للخطيب، تاريخ المذاهب الدينية في بلاد اليمن لأيمن سيد ص209 - 218.
(28)  ابن المطهر الحلي: الحسن بن يوسف بن علي بن محمد بن المطهر الحلي العراقي الرافضي، رأس الشيعة وشيخهم في العراق، له تصانيف كثيرة جداً في الفقه والنحو والأصول والفلسفة والرفض، منها منهاج الكرامة الذي نقضه شيخ الإسلام في منهاج السنة، ت سنة 726هـ.
انظر في ترجمته: البداية والنهاية لابن كثير 14/125، الدرر الكامنة لابن حجر 2/158، النجوم الزاهرة للأتابكي 9/267، ابن تيمية حياته وعقائده لصائب عبد الحميد ص197 - 221.
(29)  انظر: العقود الدرية ص180، وقد ذكر ص182 - 194 رسالة مطولة من شيخ الإسلام إلى السلطان الملك الناصر يبين له ما حصل من نصر للمسلمين على الرافضة، ويبين له خطرهم على الأمة، وقد ذكر ابن عبد الهادي - أيضاً - ص181 مناظرةً للشيخ مع أحد الرافضة في مسألة عصمة الأئمة.
(30)  انظر: البداية والنهاية 14/35.
(31)  الحسن بن إسحاق بن المهدي أحمد بن الحسن الحسني، من علماء الزيدية تفقه في مدينة ذمار، وتقلب في ولاياتها حتى صار عاملاً على بلاد تعز، سجن أكثر من عشرين سنة، ومات في سجنه، سنة 1160هـ.
انظر في ترجمته: الأعلام للزركلي 2/198.
(32)  انظر: رسالته بعنوان (رسالة تشتمل على ما ذكره ابن تيمية في منهاجه فيما يتعلق بالإمامة والتفضيل).
(33)  علي بن أبي طالب: بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو الحسن، أول الناس إسلاماً، شهد المشاهد كلها إلا غزوة تبوك، أحد أصحاب الشورى الستة، ولي خلافة المسلمين بعد عثمان بن عفان، ت سنة 40هـ.
انظر في ترجمته: الاستيعاب لابن عبد البر 3/26، الإصابة لابن حجر 2/507.
(34)  ابن حجر: أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني الشافعي، الإمام الحافظ المحدث، شهد له أعيان عصره بالحفظ، من أعظم مؤلفاته: فتح الباري شرح صحيح البخاري، ت سنة 852هـ.
انظر في ترجمته: شذرات الذهب لابن العماد 7/270، البدر الطالع للشوكاني 1/87.
ابن عربي: محمد بن علي بن محمد بن أحمد الطائي، كان ذكياً، عالماً، شاعراً، كتب في التصوف والوحدة، ووجد في كتاباته الإلحاد، ت سنة 638هـ.
انظر في ترجمته: البداية والنهاية لابن كثير 13/156، شذرات الذهب لابن العماد 5/190، الطبقات الكبرى للشعراني 1/188.
(35)  بيبرس الجاشنكير، ركن الدين، كان من أشد أعداء ابن تيمية، ويحرض عليه العلماء، ويؤذيه، كان يثيره نصر المنبجي لإيذاء ابن تيمية، حاصره قراسنقر المنصوري، وقبض عليه، قتل سنة 709هـ.
انظر في ترجمته: البداية والنهاية لابن كثير 14/55، شذرات الذهب لابن العماد 6/18.
(36)  الدرر الكامنة 1/157، وانظر: البداية والنهاية لابن كثير 14/37.
(37)  ابن عطاء الله السكندري: أحمد بن محمد بن عبد الكريم، أبو الفضل، ابن عطاء الله السكندري، متصوف شاذلي، ومن أشد خصوم ابن تيمية، ت سنة 709هـ.
انظر في ترجمته: الدرر الكامنة لابن حجر 1/291، شذرات الذهب لابن العماد 6/19.
(38)  انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص271، البداية والنهاية لابن كثير 14/46.
(39)  ابن سبعين: عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر الإشبيلي، أبو محمد، صوفي مشهور، ومن القائلين بوحدة الوجود، ت سنة 669هـ.
انظر في ترجمته: الطبقات الكبرى للشعراني 1/203، فوات الوفيات للكتبي 2/253، شذرات الذهب لابن العماد 5/329.
(40)  انظر البداية والنهاية لابن كثير 14/49 - 50.
(41)  الرفاعية: تنسب إلى الشيخ أحمد الرفاعي (ت 578هـ) وهو منهم براء، فرقة من غلاة الصوفية، يزعمون في أشياخهم التصرف في الأكوان، والعروج إلى السماء، وتبديل اللوح المحفوظ، وعلم الغيب، ويستغيثون بهم من دون الله.
انظر: مناظرة ابن تيمية لهم (ضمن مجموع الفتاوى 11/445 - 476)، الرفاعية لعبد الرحمن دمشقية.
(42)  انظر: حكاية المناظرة في مجموع فتاوى ابن تيمية 11/445 - 476، العقود الدرية لابن عبد الهادي ص194، البداية والنهاية لابن كثير 14/36.
(43)  أبو حيان: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الغرناطي الأندلسي، أبو حيان، من كبار العلماء بالعربية والتفسير والحديث، تنقل في بلاد كثيرة إلى أن أقام بالقاهرة بعد أن كف بصره، ت سنة 745هـ.
انظر في ترجمته: الدرر الكامنة لابن حجر 5/70، شذرات الذهب لابن العماد 6/145، بغية الوعاة للسيوطي 1/280.
(44)  الوَزَر: المعين والمساعد، انظر: لسان العرب لابن منظور 5/283 مادة (وزر).
(45)  انظر: الدرر الكامنة لابن حجر 1/162.
(46)  ذكر ذلك جمع من أعداء ابن تيمية مثل: حاشية الكوثري على السيف الصقيل للسبكي ص85، المقالات السنية للحبشي ص40، التوفيق الرباني لجماعة من العلماء ص21 - 27.