الأحد، 30 نوفمبر 2014

ابن تيمية وحديث السفينة

وأما قوله مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح
فهذا لا يعرف له إسناد لا صحيح ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها فإن كان قد رواه مثل من يروي أمثاله من حطاب الليل الذين يروون الموضوعات فهذا ما يزيده وهنا .

الجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواب

نقسم كلام ابن تيمية الى ثلاث اقسام لان لا نعلم ماذا يريد الرافضي  من مجمل هذه الشبهة :
1/ لا يعرف له اسناد صحيح
2/ ولا هو في كتب الحديث المعتمدة
3/ حطاب الليل
التفصيل :
1/ لا يعرف له اسناد صحيح
"وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فبها نجا ومن تخلف عنها غرق ومن قاتلنا في آخر الزمان كمن قاتل مع الدجال.
رواه البزار والطبراني في الثلاثة وفي إسناد البزار الحسن بن أبي جعفر الجفري وفي إسناد الطبراني عبد الله بن داهر وهما متروكان.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق. رواه البزار والطبراني وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك.
وعن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تركها غرق.
 رواه البزار وفيه ابن لهيعة وهو لين.
 وعن أبي سعيد الخدري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني اسرائيل من دخله غفر له.
 رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم".
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد.

وقد ذكره الألباني في السلسلة الضعيفة.

وقال الذهبي في ميزان الإعتدال :وحديث سفينة نوح أنكر وأنكر.

2/ لا هو في كتب الحديث المعتمدة
لنعرف مقصود ابن تيمية بكتب الحديث المعتمدة وايضا الكتب المعروفة
شيخ الإسلام لا يقول هذه العبارة ( الكتب المعتمدة ) والتي دائماً ما تتكرر كثيراً في كلامه ، للتملص  بل حدد في غير مرة في كتبه بمراده من الكتب المعتمدة : وإليكم هذه النقول من الفتاوى .. والتي حدد فيها رحمه الله مراده من الكتب المعتمدة : فمن عباراته مثلاً ( وَأَمْثَالِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ فَلَا نِزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ أَنَّهُ مِنْ أَظْهَر الْمَوْضُوعَاتِ كَذِبًا كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي الْحَدِيثِ ؛ لَا فِي الصَّحِيحِ وَلَا فِي السُّنَنِ وَلَا فِي الْمَسَانِيدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفَةِ ) وقال أيضاً : ( وَمَنْ تَتَبَّعَ كُتُبَ الصَّحِيحَيْنِ وَنَحْوَهَا مِنْ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ ) وقال ( وَالْحَدِيثُ الْمَرْوِيُّ فِي الْكُحْلِ ضَعِيفٌ رَوَاهُ أَبُو داود فِي السُّنَنِ وَلَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ . وَلَا هُوَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَد وَلَا سَائِرِ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ ) وقال ( ولا روى أهل الكتب المعتمدة . في ذلك شيئا لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين لا صحيحا ولا ضعيفا لا في كتب الصحيح ولا في السنن ولا المسانيد ) وقال ( وأمثال هذا الحديث مما روي في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم فليس منها شيء صحيح ولم يرو أحد من أهل الكتب المعتمدة منها شيئا : لا أصحاب الصحيح : كالبخاري ومسلم . ولا أصحاب السنن : كأبي داود والنسائي . ولا الأئمة من أهل المسانيد : كالإمام أحمد وأمثاله ) .

 بعد هذه النقول يتضح جلياً أن شيخ الإسلام يقصد بالكتب المعتمدة الصحيحان والسنن

اما عن مستدرك الحاكم  قال شيخ الإسلام رحمه الله : ( وتصحيح الحاكم دون تحسين الترمذي . وكثيرا ما يصحح الموضوعات فإنه معروف بالتسامح )
اما الكتب المعروفة
وَسُئِلَ : عَمَّنْ نَسَخَ بِيَدِهِ صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَالْقُرْآنَ وَهُوَ نَاوٍ كِتَابَةَ الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَسَخَ لِنَفْسِهِ أَوْ لِلْبَيْعِ هَلْ يُؤْجَرُ ؟ إلَخْ .
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ : وَأَمَّا كُتُبُ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفَةُ : مِثْلَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ . فَلَيْسَ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ كِتَابٌ أَصَحُّ مِنْ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ وَمَا جُمِعَ بَيْنَهُمَا : مِثْلَ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَمِيدِيِّ وَلِعَبْدِ الْحَقِّ الإشبيلي وَبَعْدَ ذَلِكَ كُتُبُ السُّنَنِ : كَسُنَنِ أَبِي داود ؛ والنسائي ؛ وَجَامِعِ التِّرْمِذِيِّ ؛ وَالْمَسَانِدِ : كَمُسْنَدِ الشَّافِعِيِّ ؛ وَمُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَد . وَمُوَطَّأِ مَالِكٍ فِيهِ الْأَحَادِيثُ وَالْآثَارُ وَغَيْرُ ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ أَجَلِّ الْكُتُبِ حَتَّى قَالَ الشَّافِعِيُّ : لَيْسَ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ بَعْدَ كِتَابِ اللَّهِ أَصَحُّ مِنْ مُوَطَّأِ مَالِكٍ يَعْنِي بِذَلِكَ مَا صُنِّفَ عَلَى طَرِيقَتِهِ ؛ فَإِنَّ الْمُتَقَدِّمِينَ كَانُوا يَجْمَعُونَ فِي الْبَابِ بَيْن الْمَأْثُورِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَلَمْ تَكُنْ وَضِعَتْ كُتُبُ الرَّأْيِ الَّتِي تُسَمَّى " كُتُبَ الْفِقْهِ " وَبَعْدَ هَذَا جُمِعَ الْحَدِيثُ الْمُسْنَدُ فِي جَمْعِ الصَّحِيحِ لِلْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَالْكُتُب الَّتِي تُحَبُّ وَيُؤْجَرُ الْإِنْسَانُ عَلَى كِتَابَتِهَا سَوَاءٌ كَتَبَهَا لِنَفْسِهِ أَوْ كَتَبَهَا لِيَبِيعَهَا كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إنَّ اللَّه يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ الْجَنَّةَ ثَلَاثَةً : صَانِعَهُ ؛ وَالرَّامِيَ بِهِ ؛ وَالْمُمِدَّ بِهِ } فَالْكِتَابَةُ كَذَلِكَ ؛ لِيَنْتَفِعَ بِهِ أَوْ لِيَنْفَعَ بِهِ غَيْرَهُ . كِلَاهُمَا يُثَابُ عَلَيْهِ .
مجموع الفتاوى 4/53 الشاملة

قولهم : الكتب الستة المعتمدة
تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للمزي (ت 742 هـ ) ، قال في المقدمة :
فإني عزمت على أن أجمع في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى أطراف الكتب الستة التي هي عمدة أهل الإسلام وعليها مدار عامة الأحكام وهي: ( صحيح محمد بن إسماعيل البخاري ) , و( صحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري ) , و( سنن أبي داود السجستاني ) , و( جامع أبي عيسى الترمذي ) , و( سنن أبي عبدالرحمن النسائي ) , و( سنن أبي عبد الله بن ماجة القزويني )
(قلت ) هذا أول الغيث ، والله الموفق .
قال أبو عمرو ابن الصلاح في مقدمته – في معرفة الصحيح من الحديث :
ثم أن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين ( البخاري و مسلم ) يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لائمة الحديث: كأبي داود السجستاني، وأبي عيسى الترمذي، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي بكر بن خزيمة، وأبي الحسن الدار قطني وغيرهم. منصوصأ على صحته فيها.

( قلت عدّ سبعة كتب )

ثم قال في معرفة الرواة :
أصحاب كتب الحديث الخمسة المعتمدة رضي الله عنهم
فالبخاري أبو عبد الله ... ومسلم .. وأبو داود السجستاني .. وأبو عيسى الترمذي ..

وأبو عبد الرحمن النسائي .


3/ حطاب الليل
وأما من وصف بأنهم من حطاب الليل فهم رواة الموضوعات ، والمراد برواة الموضوعات الكذابون والمتهمون بالكذب والموصوفون برواية المنكرات والغرائب ، وهؤلاء هم بعض رواة الحديث وهم غير أصحاب الكتب الحديثية غير المعتمد
فوصف حطاب الليل ليس لأصحاب الكتب وإنما لرواة الحديث المذكورون في الإسناد ، وأما أصحاب الكتب فهم يوردون الأحاديث جميعها لينظر فيها من بعدهم وينقحها ، ومن أورد السند فقد أحالك إلى ما تعرف به الصحيح من الضعيف

فكلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن الحديث سديد :
فأولا : بين عدم وجود إسناد صحيح للحديث .
وثانيا : بين عدم رواية أصحاب الكتب المعتمدة له ، فأشار بذلك إلى أن الكتب التي أوردته هي الكتب التي تورد الضعيف مع الصحيح ، وقد تورد الموضوعات أيضا .
وثالثا : ذكر أمرا آخر وهو ما في هذه الأسانيد من المتهمين بالكذب ورواة المنكرات والموضوعات من حطاب الليل ، وهم في هذا الحديث : الحسن بن أبي جعفر ، وعبد الله بن داهر .

-*-----------------------------------
قد يقول الرافضي ان هذا الحديث ذكر عند :
أحمد بن حنبل، والبزار، وأبو يعلى، وابن جرير الطبري، والنسائي، والطبراني، والدار قطني، والحاكم، وابن مردويه، وأبو نعيم الإصفهاني، والخطيب البغدادي، وأبو المظفّر السمعاني، والمجد ابن الأثير، والمحبّ الطبري، ، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، والسيوطي، وابن حجر المكي، والمتقي، والقاري، والمناوي،

فيكون الجواب
الكذبة الاولى تقول إن الحديث إنما هو عند أحمد فهل هو في المسند ام  في كتاب آخر .. هل تعرفه ؟؟!!
الكذبة الثانية: الحديث رواه البزار في البحر الزخار وعلق عليه .. أتعرف التعليق ؟
الكذبة الثالثة : الحديث لم يروه أبو يعلى في مسنده .. فهل تدلنا أين رواه ؟
الكذبة الرابعة : الحديث لم يروه النسائي في السنن.. فهل تدلنا أين رواه ؟
الكذبة الخامسة : الحديث لم يروه الدارقطني في السنن .. فهل تدلنا أين رواه ؟
الكذبة السادسة : الحديث لم يروه الطبري في تفسيره ولا في تاريخه .. فهل تدلنا أين رواه ؟
الكذبة السابعة : الحديث لم يروه ابن مردويه في أماليه .. فهل تدلنا أين رواه ؟
-*-----------------------------------------------

اما الحديث في مصنف ابن ابي شيبة
قال ( حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا عمار عن الأعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث عن علي قال إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكتاب حطة في بني إسرائيل) (مصنف ابن أبي شيبة 6/ 372)
(سليمان الأعمش :ثقة فيه تشيع مكثر التدليس عن الضعفاء، وقد ععنعن هنا!، والمنهال بن عمرو :صدوق له أوهام. ولكنه شيعي، وقد نقل ابن حبان والحاكم إجماع أئمة الحديث على عدم جواز تصحيح رواية المبتدع فيما يروج بدعته)
-*----------------------
عن محمد بن عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا علي بن حكيم الاودي قال حدثنا عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن حنش عن أبي ذر .(المعجم الأوسط 5/354)
آفة هذا الطريق الذي ذكرته  هو عمرو بن ثابت فإنه رافضي متروك 
و قال المزى :
و قال عباد بن يعقوب عنه : رأيت راعيا رأى النبى صلى الله عليه وسلم .
قال على بن الحسن بن شقيق : سمعت ابن المبارك يقول : لا تحدثوا عن عمرو بن ثابت ، فإنه كان يسب السلف .
و قال الحسن بن عيسى : ترك ابن المبارك حديث عمرو بن ثابت .
و قال هناد بن السرى : مات عمرو بن ثابت ، فلما مر بجنازته فرآها ابن المبارك دخل المسجد و أغلق عليه بابه حتى جاوزته .
و قال أبو موسى محمد بن المثنى : ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن عمرو بن ثابت .
و قال عمرو بن على : سألت عبد الرحمن بن مهدى عن حديث عمرو بن ثابت ، فأبى أن يحدث عنه ، و قال : لو كنت محدثا عنه لحدثت بحديث أبيه عن سعيد بن جبير فى التفسير .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بثقة ، و لا مأمون ، لا يكتب حديثه
.
و قال فى موضع آخر : ليس بشىء .
و قال أبو داود ، عن يحيى : هو غير ثقة .
و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى : ضعيف .
و قال أبو زرعة : ضعيف الحديث .
و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، يكتب حديثه ، كان ردىء الرأى ، شديد التشيع .
و قال البخارى : ليس بالقوى عندهم .
و قال أبو عبيد الآجرى : سألت أبا داود عن عمرو بن ثابت بن أبى المقدام ،
فقال : رافضى خبيث .
-*------------------------------------------------------------
منقول بتصرف من

شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي > القسم العام > الدفــــاع عن عقيدة أهل السنة > مراد شيخ الإسلام بحطاب الليل الذين رووا الحديث الضعيف : " أهل بيتي كسفينة نوح"

وللاستزادة في الحكم لهذا الحديث راجع هذا الرابط

 تخريج حديث(مثل أهل بيتي كسفينة نوح)