السبت، 22 ديسمبر 2012

أن ابن تيمية يظن أن النبوة تكون بالكسب وليست وهبا من عند الله


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..!!
شيخنا الفاضل د.عبدالقادر الغامدي ، ذكر الصوفي الأشعري المسمى د .محمود السيد صبيح في كتابه المشؤوم ( أخطاء أبن تيمة في حق رسول الله وأهل بيته ) شبهات كثيرة منها :
شبهة :أن ابن تيمية يظن أن النبوة تكون بالكسب وليست وهبا من عند الله ..!!
يقول محمود صبيح في صفحة 422 من الكتاب المذكور :
((  ابن تيمية يظن أن النبوة تكون بالكسب وليست وهبا من عند الله :
وفي مقام النبوة يخطئ أيضا ابن تيمية حيث قال في مجموع فتاويه (10/310) :
((  والتائب من الكفر والذنوب قد يكون أفضل ممن لم يقع في الكفر والذنوب ، وإذا كان قد يكون أفضل فالأفضل أحق بالنبوة ممن ليس مثله في الفضيلة ، وقد أخبر الله عن إخوة يوسف بما أخبر من ذنوبهم وهم الأسباط الذين نبأهم الله تعالى وقد قال تعالى (( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ﴿العنكبوت: ٢٦﴾ )) فآمن لوط لإبراهيم عليه السلام ) .اهـ
قلـت :
وهذا مذهب خطير فإن النبوة وهب ومحض فضل ليست بالأفضلية ولا بالأحقية كما يقول : فإن الأمة أتفقت على أن النبوة لاتكتسب ولم يخالف في ذلك إلا بعض الفئات الضالة .
وكل حال النبيين وهب كمثل قوله (( وَهَبْنَا لَهُ ﴿مريم: ٤٩﴾ ))
والآيات في الوهب للأنبياء كثيرة فراجعها . ))..[ انتهى كلام الشيخ الصوفي محمود صبيح ]

فما رد فضيلتكم حول هذه الشبهة بأن أبن تيمية رحمه الله يقول بأن النبوة تكون بالكسب وليس وهباً من الله ..؟؟!!

الجـــــــــــــواب
 أن هذا من الكذب على شيخ الإسلام ابن تيمية أو من سوء الفهم وضعفه المشوب بهوى , فليس في هذا النقل ما يدل على ذلك , وهو لا يرى أن النبوة تكون بالكسب , بل يرى أن ذلك من قول أهل الإلحاد لا يقول به مسلم , يقول رحمه الله : (فإن النبوة لا تنال بالاجتهاد كما هو مذهب أهل الملل , وعلى قول من يجعلها مكتسبة من أهل الإلحاد من المتفلسفة وغيرهم ..) درء التعارض (1/140) وكلام الشيخ في هذه المسألة أظهر من أن يذكر , بل قد أطال في الرد على أهل هذه المقالة بما لم يرد به أحد قبله وبعده وصنف حول بعض ما يتعلق بهذه المسألة مصنف مستقل وهو (الصفدية) , وأما هذا النقل الذي نقله هذه الرجل وأمثاله فليس فيه ما يدل على ذلك , والشيخ يتكلم عن مسألة أخرى وهي كون النبي غير معصوم عن الشرك قبل النبوة , وهي مسألة خلاف, والشيخ يقصد أن الرجل بعد الذنب قد يكون أفضل منه قبله , والتائب من الكفر قد يكون أفضل ممن ولد في الإسلام وهو حق , لذلك فهو يرى أن كون النبي قد يقع في الكفر قبل النبوة ليس بمانع أن ينبأ ولا ينفي أفضليته , ولا أنه لا يكون نبياً رداً على من يخالفه في المسألة لا أنه يرى أن النبوة مكتسبة , وهو يستدل على ذلك بقول شعيب عليه السلام كما حكى الله عنه : ( قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا) [الأعراف:89] وليس في كلامه ما يدل على ذلك لا من قريب ولا من بعيد , وإن كان قد يقال الآية لا دلالة فيها من حيث اللغة على كون شعيب وقع هو نفسه قبل النبوة في الشرك , كما ذكرته في تعليقي على مهذب تفسير الزمخشري والذي لا زلت أعمل فيه وأسأل الله التمام , لكن المسألة من مسائل النزاع والله الموفق .

المصدر

بلفR�#<s(��/span dir=LTR> ) وانظر: تدريب الراوي (1/112). والله أعلم
المصدر