الخميس، 11 سبتمبر 2014

ابن تيمية يقول اما اسلام علي فهل يكون مخرجا له من الكفر

قال الرافضي:

إنما موضوعنا ما ذكره ابن تيمية هنا وما ذكره لا حقاً من أن إسلام علي ليس بالضرورة أن يخرجه من الكفر!
وسأضيف قولا آخر لابن تيمية أبشع وأشنع في هذا الباب وهو قوله:

فقد قال في منهاج السنة (8/286): ((كان إسلام الثلاثة مخرجا لهم من الكفر باتفاق المسلمين وأما إسلام علي فهل يكون مخرجا له من الكفر على قولين مشهورين ومذهب الشافعي أن إسلام الصبي غير مخرج له من الكفر....!!!!) أقول:
ولن أنقل كلام الشافعي في المسألة
ولا إيمانه أن علياً مقبول الإسلام
ولا أن كلام الشافعي له غرض آخر غير ما ذكره ابن تيمية
كل هذا لن أناقشه لأنه ليس موضوعنا
موضوعنا أنه طلب مني التوثيق ووثقت
وآمل ألا يأتي أحد ويقول أنت حرفت ولم تذكر ما قبله ما بعده
لأن ما قبله وما بعده ليس موضوعنا أيضاً

قلت: ولنركز على قوله:


وآمل ألا يأتي أحد ويقول أنت حرفت ولم تذكر ما قبله ما بعده
لأن ما قبله وما بعده ليس موضوعنا أيضاً


وسوف نرى منه وقاحته وشنيع قبحه.

يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في ذلك الفصل الذي يبدأ في ص 283 من نفس الجزء ما نصه:
( فصل قال الرافضي الخامس قوله تعالى لا ينال عهدي الظالمين سورة البقرة أخبر بأن عهد الإمامة لا يصل إلى الظالم والكافر ظالم لقوله والكافرون هم الظالمون سورة البقرة ولا شك في أن الثلاثة كانوا كفارا يعبدون الأصنام إلى أن ظهر النبي صلى الله عليه وسلم 


ثم قال رحمه الله:

( والجواب من وجوه أحدها أن يقال الكفر الذي يعقبه الإيمان الصحيح لم يبق على صاحبه منه ذم هذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام بل من دين الرسل كلهم كما قال تعالى قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف سورة الأنفال وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح إن الإسلام يجب ما قبله وفي لفظ يهدم من كان قبله وإن الهجرة تهدم ما كان قبلها وإن الحج يهدم ما كان قبله 


الثاني أنه ليس كل ولد على الاسلام بأفضل من أسلم بنفسه بل قد ثبت بالنصوص المستفيضة أن خير القرون القرن الأول وعامتهم أسلموا بأنفسهم بعد الكفر وهم أفضل من القرن الثاني الذين ولدوا على الإسلام ولهذا قال أكثر العلماء إنه يجوز على الله أن يبعث نبيا ممن آمن بالأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم فإنه إذا جاز أن يبعث نبيا من ذرية إبراهيم وموسى فمن الذين آمنوا بهما أولى وأحرى كما قال تعالى فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي سورة العنكبوت وقال تعالى وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننهم الأرض من بعدهم سورة إبراهيم وقال تعالى قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا الآية سورة الأعراف وطرد هذا من تاب من الذنب وغفر له لم يقدح في علو درجته كائنا من كان والرافضة لهم في هذا الباب قول فارقوا به الكتاب والسنة وإجماع السلف ودلائل العقول والتزموا لأجل ذلك ما يعلم بطلانه بالضرورة كدعواهم إيمان آزر وأبوي النبي وأجداده وعمه أبي طالب وغير ذلك 


الثالثأن يقال قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد مؤمنا من قريش لا رجل ولا صبي ولا أمرأة ولا الثلاثة ولا علي وإذا قيل عن الرجال إنهم كانوا يعبدون الأصنام فالصبيان كذلك علي وغيره وإن قيل كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ قيل ولا إيمان الصبي مثل إيمان البالغ فأولئك يثبت لهم حكم الإيمان والكفر وهم بالغون وعلي يثبت له حكم الكفر والإيمان وهو دون البلوغ والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين وإذا أسلم قبل البلوغ فهل يجري عليه حكم الإسلام قبل البلوغ على قولين للعلماء بخلاف البالغ فإنه يصير مسلما باتفاق المسلمين فكان إسلام الثلاثة مخرجا لهم من الكفر باتفاق المسلمين وأما إسلام علي فهل يكون مخرجا له من الكفر على قولين مشهورين ومذهب الشافعي أن إسلام الصبي غير مخرج له من الكفر وأما كون صبي من الصبيان قبل النبوة سجد لصنم أو لم يسجد فهو لم يعرف فلا يمكن الجزم بأن عليا أو الزبير ونحوهما لم يسجدوا لصنم كما أنه ليس معنا نقل بثبوت ذلك بل ولا معنا نقل معين عن أحد من الثلاثة أنه سجد لصنم بل هذا يقال لأن من عادة قريش قبل الإسلام أن يسجدوا للأصنام وحينئذ فهذا ممكن في الصبيان كما هو العادة في مثل ذلك

الرابعأن أسماء الذم كالكفر والظلم والفسق التي في القرآن لا تتناول إلا من كان مقيما على ذلك وأما من صار مؤمنا بعد الكفر وعادلا بعد الظلم وبرا بعد الفجور فهذا تتناوله أسماء المدح دون أسماء الذم باتفاق المسلمين فقوله عز وجل لا ينال عهدي الظالمين سورة البقرة أي ينال العادل دون الظالم فإذا قدر أن شخصا كان ظالما ثم تاب وصار عادلا تناوله العهد كما يتناوله سائر آيات المدح والثناء لقوله تعالى إن الإبرار لفي نعيم سورة المطففين وقوله إن المتقين في جنات ونعيم سورة الطور الخامس أن من قال إن المسلم بعد إيمانه كافر فهو كافر بإجماع المسلمين فكيف يقال عن أفضل الخلق إيمانا إنهم كفار لأجل ما تقدم 

السادس أنه قال لموسى إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم سورة النمل السابع أنه قال إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله عن المؤمنين والمؤمنات الآية سورة الاحزاب فقد أخبرنا الله عن جنس الإنسان أنه ظلوم جهول واستثنى من العذاب من تاب ونصوص الكتاب صريحة في أن كل بني آدم لا بد أن يتوب وهذه المسألة متعلقة بمسألة العصمة هل الأنبياء معصومون من الذنوب أم لا فيحتاجون إلى توبة والكلام فيها مبسوط قد تقدم]


ولنركز على ماقاله ذاك الرافضي حيث قال ما نصه:

فقد قال في منهاج السنة (8/286): ((كان إسلام الثلاثة مخرجا لهم من الكفر باتفاق المسلمين وأما إسلام علي فهل يكون مخرجا له من الكفر على قولين مشهورين ومذهب الشافعي أن إسلام الصبي غير مخرج له من الكفر....!!!!))


وشيخ الإسلام رحمه الله يقول ما نصه:



الثالثأن يقال قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد مؤمنا من قريش لا رجل ولا صبي ولا أمرأة ولا الثلاثة ولا علي وإذا قيل عن الرجال إنهم كانوا يعبدون الأصنام فالصبيان كذلك علي وغيره وإن قيل كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ قيل ولا إيمان الصبي مثل إيمان البالغ فأولئك يثبت لهم حكم الإيمان والكفر وهم بالغون وعلي يثبت له حكم الكفر والإيمان وهو دون البلوغ والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين وإذا أسلم قبل البلوغ فهل يجري عليه حكم الإسلام قبل البلوغ على قولين للعلماء بخلاف البالغ فإنه يصير مسلما باتفاق المسلمين فكان إسلام الثلاثة مخرجا لهم من الكفر باتفاق المسلمين وأما إسلام علي فهل يكون مخرجا له من الكفر على قولين مشهورين ومذهب الشافعي أن إسلام الصبي غير مخرج له من الكفر 


فالشيخ يقول بأن الصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين.
أما إذا كان إسلامه قبل بلوغه هنا سؤال يُطرح:
هل يجري عليه حكم الإسلام قبل بلوغه أم لا ؟
فأجاب رحمه الله أن هذا على قولين للعلماء في أن نجري عليه حكم الإسلام.
بينما البالغ فكلهم متفقون ومجمعون على أن إجراء أحكام الإسلام عليه واجب لا محالة.
أما إسلام الغير بالغ والذي فيه قولان للعلماء، فالشافعي رحمه الله يقول بأن إسلام الصبي غير مخرج له من الكفر
ولذلك ضرب شيخ الإسلام مثالا هنا فقال
إن العلماء متفقون أن إسلام البالغ تجري عليه أحكام الإسلام وبالتالي فإن أحكام الإسلام تجري على أبي بكر وعمر وعثمان. لأن الرافضي ابن المنجس الحلي قال من قبل:


ولا شك في أن الثلاثة كانوا كفارا يعبدون الأصنام إلى أن ظهر النبي صلى الله عليه وسلم


فبين شيخ الإسلام بأن الإسلام يجب ما قبله عندما يكون الشخص بالغا عارفا فاهما بما يقول.


بينما إسلام الغيربالغ إذا أسلم، نجد أن العلماء مختلفون على قولين في إجراء أحكام الإسلام على الغير بالغ فمنهم من يقول بأنه لا يخرجه من دائرة الكفر ومنهم من يقول أنه يخرجه إلى الكفر واستدل بكلام الشافعي رحمه الله على خروج الغير بالغ إلى الكفر لأنه لم يبلغ.

وبالتالي الشيخ يقول أننا متأكدون بإسلام أبي بكر وعمر وعثمان في وقت إسلامهم لأنهم كانوا بالغين بينما لا نجزم بإسلام علي رضي الله عنه في وقت إسلامه لعدم بلوغه في ذلك الوقت لأن العلماء مختلفون في إسلام الغير بالغ فلا نستطيع أن نجزم بإسلامه.

وهذه هي طريقته رحمه الله في الإستدلال على الرافضة وهذا يدل على دقيق فهمه.
فنجد أن في كتاب منهاج السنة يرد عليهم بأدلة تناقض ما ذهبوا إليه وكأنه يقول رحمه الله " وداوها بالتي كانت هي الداء"

فتستطيع أن تستنتج من كلامه في كتابه أنه يستدل بطريق:

إن كنتم تستدلون بكذا.............وجب عليكم أن تستدلون به على مثل ما تذهبون إليه

إن كان قولكم كذا ................لزمكم كذا .......


ولنرجع إلى قول الرافضي الذي قال:

وآمل ألا يأتي أحد ويقول أنت حرفت ولم تذكر ما قبله ما بعده
لأن ما قبله وما بعده ليس موضوعنا أيضاً

وبكل وقاحة يذكر هذه السطور التي تدل على شنيع ما فعله 
فشيخ الإسلام يقول إن كنتم تقولون بكفر الثلاثة الذين أسلموا بعد بلوغهم ،لزمكم تكفير علي رضي الله عنه لأنه كان غير بالغ عند إسلامه والمسلمون مختلفون في حكم الغير بالغ عند إسلامه
وهذا الرافضي جعل كلام الشيخ مطلقا بحيث يفهم منه بأن شبهة كفر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قائمة حتى مماته.
حيث نقل الرافضي بترا لكلام الشيخ ما نصه:

)) كان إسلام الثلاثة مخرجا لهم من الكفر باتفاق المسلمين وأما إسلام علي فهل يكون مخرجا له من الكفر على قولين مشهورين ومذهب الشافعي أن إسلام الصبي غير مخرج له من الكفر....!!!!))



وقد قال من قبل:


إنما موضوعنا ما ذكره ابن تيمية هنا وما ذكره لا حقاً من أن إسلام علي ليس بالضرورة أن يخرجه من الكفر!


فانظروا أخوة الإسلام إلى تلبيسه وإطلاقه كلام ابن تيمية رحمه الله كذبا وبترا عليه.

وهذا تلبيس على الناس لأن الذي تكلم عنه الشيخ هو عن فترة قبل البلوغ فقط، حيث ذكر أن العلماء لا يجزمون بإسلام الغير بالغ واستدل بكلام الشافعي على عدم دخوله في دائرة الإسلام.

لكن الرافضي قبحه المولى لبس على الناس وجعل المسألة أن ابن تيمية يقول بأن شبهة كفر علي قائمة حتى بعد بلوغه !!!!!!!!
قبحه المولى.
المصدر
المشاركة 7

جــــواب اخـــــر
حتى نتدبرعليك بإكمال النص
حتى تفهم أنت أولاً ماهوا المقصد من الكلام ...

قال شيخ الإسلام رحمه الله في منهاج السنة النبوية 
(283 ـ 287):

قال الرافضي: الخامس قوله تعالى(( لا ينال عهدي الظالمين)).

أخبر بأن عهد الإمامة لا يصل إلى الظالم والكافر ظالم لقوله

(( والكافرون هم الظالمون))

ولا شك في أن الثلاثة كانوا كفارا يعبدون الأصنام إلى أن ظهر النبي صلى الله عليه وسلم.

والجواب من وجوه:

أحدها

أن يقال الكفر الذي يعقبه الإيمان الصحيح لم يبق على صاحبه منه ذم هذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام بل من دين الرسل كلهم كما قال تعالى

((  قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف (( 

و قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
( إن الإسلام يجب ما قبله ), وفي لفظ ( يهدم من كان قبله وإن الهجرة تهدم ما كان قبلها وإن الحج يهدم ما كان قبله ).

الثاني:

أنه ليس كل من وُلد على الإسلام بأفضل ممن أسلم بنفسه, بل قد ثبت بالنصوص المستفيضة أن خير القرون القرن الأول وعامتهم أسلموا بأنفسهم بعد الكفروهم أفضل من القرن الثاني الذين ولدوا على الإسلام, ولهذا قال أكثر العلماء إنه يجوز على الله أن يبعث نبيا ممن آمن بالأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم فإنه إذا جاز أن يبعث نبيا من ذرية إبراهيم وموسى, فمن الذين آمنوا بهما أولى وأحرى,

كما قال تعالى
((  فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي )).

وقال تعالى
(( وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننهم الأرض من بعدهم )).

وقال تعالى:
(( قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا )).

وطرد هذا:
من تاب من الذنب وغفر له لم يقدح في علو درجته كائنا من كان والرافضة لهم في هذا الباب قول فارقوا به الكتاب والسنة وإجماع السلف ودلائل العقول, والتزموا لأجل ذلك ما يعلم بطلانه بالضرورة كدعواهم إيمان آزر وأبوي النبي وأجداده وعمه أبي طالب وغير ذلك.

الثالث:

أن يقال قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد مؤمنا من قريش لا رجل ولا صبي ولا امرأة, ولا الثلاثة ولا علي.

وإذا قيل عن الرجال:
إنهم كانوا يعبدون الأصنام ,فالصبيان كذلك: علي وغيره.

وإن قيل: كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ. 

قيل: ولا إيمان الصبي مثل إيمان البالغ.

فأولئك يثبت لهم حكم الإيمان والكفر وهم بالغون, وعلي يثبت له حكم الكفر والإيمان وهو دون البلوغ.

والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين.

وإذا أسلم قبل البلوغ فهل يجري عليه حكم الإسلام قبل البلوغ؟ 
على قولين للعلماء, بخلاف البالغ فإنه يصير مسلما باتفاق المسلمين.

فكان إسلام الثلاثة مخرجا لهم من الكفر باتفاق المسلمين, وأما إسلام علي فهل يكون مخرجا له من الكفر؟ 
على قولين مشهورين: ومذهب الشافعي أن إسلام الصبي غير مخرج له من الكفر.

وأما كون صبي من الصبيان قبل النبوة سجد لصنم أو لم يسجد فهو لم يعرف فلا يمكن الجزم بأن عليا أو الزبير ونحوهما لم يسجدوا لصنم كما أنه ليس معنا نقل بثبوت ذلك.

بل ولا معنا نقل معين عن أحد من الثلاثة أنه سجد لصنم, بل هذا يقال لأن من عادة قريش قبل الإسلام أن يسجدوا للأصنام, وحينئذ فهذا ممكن في الصبيان كما هو العادة في مثل ذلك.

الرابع:

أن أسماء الذم كالكفر والظلم والفسق التي في القرآن لا تتناول إلا من كان مقيما على ذلك, وأما من صار مؤمنا بعد الكفر وعادلا بعد الظلم وبرا بعد الفجور فهذا تتناوله أسماء المدح دون أسماء الذم باتفاق المسلمين,

فقوله عز وجل: (( لا ينال عهدي الظالمين )).
أي ينال العادل دون الظالم, فإذا قدر أن شخصا كان ظالما ثم تاب وصار عادلا تناوله العهد كما يتناوله سائر آيات المدح والثناء 

لقوله تعالى
(( إن الإبرار لفي نعيم )), وقوله: (( إن المتقين في جنات ونعيم )).

الخامس:

أن من قال إن المسلم بعد إيمانه كافر فهو كافر بإجماع المسلمين فكيف يقال عن أفضل الخلق إيمانا: إنهم كفار لأجل ما تقدم.

السادس:

أنه قال لموسى
((  إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم )).

السابع: 

أنه قال
(( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله عن المؤمنين والمؤمنات ))

فقد أخبرنا الله عن جنس الإنسان أنه ظلوم جهول واستثنى من العذاب من تاب ونصوص الكتاب صريحة في أن كل بني آدم لا بد أن يتوب وهذه المسألة متعلقة بمسألة العصمة: هل الأنبياء معصومون من الذنوب أم لا فيحتاجون إلى توبة؟ والكلام فيها مبسوط قد تقدم.

انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله.


فـ تأمل