الخميس، 11 سبتمبر 2014

ابن تيمية يقول ان الله بقدر العرش لا اصغر ولا اكبر

استعراضه لأقوال اهل البدع و اعتبار هذا الكلام من المحال و يرد هذا القول وبين كلام السلف الصالح


قال رضي الله عنه :
(( ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل فلا يمثلون صفات الله بصفات خلقه كما لا يمثلون ذاته بذات خلقه ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله فعطلوا اسماءه الحسنى وصفاته العليا ويحرفوا الكلم عن مواضعه ويلحدوا فى أسماء الله وآياته
وكل واحد من فريقى التعطيل والتمثيل فهو جامع بين التعطيل والتمثيل اما المعطلون فانهم لم يفهموا من أسماء الله وصفاته الا ما هو اللائق بالمخلوق ثم شرعوا فى نفى تلك المفهومات فقد جمعوا بين التعطيل والتمثيل مثلوا اولا وعطلوا آخرا وهذا تشبيه وتمثيل منهم للمفهوم من اسمائه وصفاته بالمفهوم من اسماء خلقه وصفاتهم وتعطيل لما يستحقه هو سبحانه من الأسماء والصفات اللائقة بالله سبحانه وتعالى
فإنه اذا قال القائل لو كان الله فوق العرش للزم اما أن يكون أكبر من العرش أو أصغر أو مساويا وكل ذلك من المحال ونحو ذلك من الكلام فانه لم يفهم من كون الله على العرش الا ما يثبت لأى جسم كان على أى جسم كان وهذا اللازم تابع لهذا المفهوم اما استواء يليق بجلال الله تعالى ويختص به فلا يلزمه شىء من اللوازم الباطلة التى يجب نفيها كما يلزم من سائر الاجسام وصار هنا مثل قول الممثل اذا كان للعالم صانع فاما أن يكون جوهرا أو عرضا وكلاهما محال اذ لا يعقل موجود الا هذان وقوله اذا كان مستويا على العرش فهو مماثل لاستواء الانسان على السرير أو الفلك اذ لا يعلم الاستواء الا هكذا فان كليهما مثل وكليهما عطل حقيقة ما وصف الله به نفسه وامتاز الأول بتعطيل كل إسم للإستواء الحقيقى وامتاز الثانى باثبات استواء هو من خصائص المخلوقين
والقول الفاصل هو ما عليه الأمة الوسط من أن الله مستو على عرشه استواء يليق بجلاله ويختص به فكما أنه موصوف بأنه بكل شىء عليم وعلى كل شىء قدير وأنه سميع بصير ونحو ذلك
ولا يجوز أن يثبت للعلم والقدرة خصائص الاعراض التى لعلم المخلوقين وقدرتهم فكذلك هو سبحانه فوق العرش ولا يثبت لفوقيته خصائص فوقية المخلوق على المخلوق ولوازمها
وأعلم أنه ليس فى العقل الصريح ولا فى شىء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريق السلفية أصلا لكن هذا الموضع لا يتسع للجواب عن الشبهات الواردة على الحق فمن كان فى قلبه شبهة واحب حلها فذلك سهل يسير ))

فهاهو رحمه قرر مذهب السلف الصالح و ابطل الشبهه